الحمد لله على ما أنعم و له الشكر على ما ألهم
وأفضل الصلاة و أزكى التسليم على خير الخلائق أجمعين محمد الامين و آله الطاهرين
واللعن الدائم المؤبد على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
[img]
[/img]
في الخامس والعشرين من شهر رجب وفي يوم استشهاد الإمام موسى بن جعفر (ع) حيث كان الموعد عند الجسر التهمت الفجيعة أرواح أكثر من الف شهيد وشهيدة ليصطفوا مع الشهداء الأبرار من آل بيت النبوة ومعدن الرسالة ومن سار على ولايتهم كانت الجموع تزحف تحت وهج حب قدسي لإمام كابد كل أشكال الظلم في طوامير الطغاة فما تحملوا صبره وكظمه للغيظ ليكيدوا له ويغتالوه عبر سم زعاف قطع أحشاءه الطاهرة وليلقى فيما بعد على الجسر غريباً لا عشيرة له تشيعه او تثأر لمصرعه ولكن أتباعه من المستضعفين تغلبوا على صمتهم وخوفهم ليسيروا بنعشه وقد ثارت فيهم ثورة الحق أمام خديعة الظالمين.
هؤلاء المستضعفون اليوم صاروا امة وانتصرت مظلوميتهم التي زلزلت عروش الطغاة وأسقطت صنمهم في وحل الهزيمة ليعيدوا للتأريخ كل عام مظاهر التشييع والموالاة لائمة الهدى برغم أنوف قوى الكفر والظلام فبالرغم من تكالب زمر الإرهاب ومحاولاتها لإعادة ثقافة الخوف والاضطهاد وقد شحذت كل سيوفها ومديها وأحقادها الا ان مسيرة التاريخ تأبى ان تتراجع او تتلكأ تحت ضغط هذا الإرهاب.. فسارت مواكب التشييع تترى كأنها السيل واخترقت كل كوامن الخطر لتصل الى الجسر الذي ضاق بهم ذرعاً تحت ضغط مفاجئ كان للإرهاب سبب مباشر لإثارة رعب بعض المشاة الذين لم يتوقعوا خطراً كخطر تفجير بهيمة لنفسه وسط هؤلاء الابرياء..
وحدثت الفاجعة وتطايرت الصور ما بين شيخ يرنو الى السماء بشيبته الكريمة وقد لهث من اجل نسمة هواء ليسقط تحت الأقدام المتخبطة ببعضها او امرأة تشبثت بعباءتها خوفاً على سترها او ام احتضنت وليدها مرعوبة تحاول ان تحميه بجسدها الطاهر، وتتساقط الأجساد في هدأة نهر دجلة الذي فتح أحضانه مشاكساً ليبتلع تلك المئات من الغرقى دون ان يرحمهم كعادته حين يروي ارض العراق بعذب مائه وليكون مقبرة للأبرياء من أبناء أتباع أهل البيت(ع) وليذكرنا بنهر الفرات الذي قتل عنده سيد شباب اهل الجنة (ع) ضمآن فهل نعتب على النهرين ام نلعن قاتلينا..
انتشلوه غريقاً طفل بعمر الورود كان يحلم ان يكون طالباً حوزوياً وان يكون مجتهداً كما المراجع العظام فهو من نسل الإمام موسى بن جعفر (ع) واذ تبصر حزامه الأخضر ينفتح ثوبه عند الصدر الذي عانق كتاباً مبلولاً انه كتاب يعرفه كل شيعي وهو رفيق كل زائر او متعبد انه كتاب مفاتيح الجنان فما أكبرك أيها الطفل وأنت تحمل مفاتيح جنانك لتحلق كطائر ابيض في جنات الخلد مرافقاً أطفال مسلم بن عقيل الذين ذبحوا بيد أتباع الشيطان، إني أرى صورتك كل صباح وكل مساء عند مدخل مدينة الصدر وأنت مسجى وكتابك على صدرك وشفتاك تسبحان بحمد الله وتلعنان كل ناصبي وجاحد لحقوقنا..
وتزدحم الصور، أجساد غضة لفتيان فاغري أفواههم ومبصرين بأعينهم وعلى وجوههم يثور سؤال.. لماذا نبقى نحن المقتولون؟!
أصوات الثكلى تصرخ نادبة قتلاها الذين كانوا قبل ذلك بقليل وهم يهتفون ويكبرون.
قصص تزيد على الألف قصة وقصة شهدها جسر الأئمة والروضة الكاظمية . فغيلان وسعالي الظلام كمنت لتحصد اكبر ما يمكنها من ابناء شعبنا وقد أطلقت نيران حقدها ليطفئها الله ببرد من رحمته على الزائرين وليتموا تقليدهم السنوي في تشييع كاظم الغيظ (ع) برغم استشهاد العشرات وجرح آخرين .
فسلام على الإمام موسى بن جعفر (ع) يوم استشهد هو ومن على هداه وسلام عليهم يوم يبعثون أحياء .
و هذه بعض شواهد الفاجعة
[img]
[/img]
[img]
[/img]
[img]
[/img]
[img]
[/img]
[img]
[/img]
[img]
[/img]
[img]
[/img]
[img]
[/img]